الصدقة :
|
الصدقة - المفيد |
ان أنفاق المال فى وجوه الخير من أفضل القربات التى ترضى الله تعالى ،والتى يتوصل بها المسلم الى تحصيل الحسنات وتكفير السيئات .
الانفاق وصية ربانية :
حثنا الله تعالى على الانفاق فى وجوه الخير فى الكثير من آيات القرآن الكريم فقال سبحانه " لن تنالوا البرحتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء فان الله به عليم "آل عمران 92 .
وقال جل شأنه " وما أنفقتم من شىء فهو يخلفه وهو خير الرازقين "سبأ 39
الرسول (ص) يحثنا على الصدقات :
حثنا النبى (ص) على الانفاق وبذل المال فى وجوه الخير فى كثير من أحاديثه الشريفة .
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله(ص) قال " قال الله تعالى : يا ابن آدم أنفق ، أنفق عليك " رواه البخارى .
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله (ص) قال : " ما من يوم يصبح العباد فيه ألا وملكان ينزلان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا "رواه البخارى .
ثمرات الصدقات :
أن للصدقات و الانفاق فى سبيل الله ثمارا جليلة فى الدنيا و الآخرة ، ويمكن أن نوجز بعضها فيما يلى :
1- الصدقات تزيد الحسنات :
مما لا شك فيه أن هدف كل مسلم هو رضا الله تعالى ، ورفع رصيده من الحسنات عند الله يوم القيامة ، و الصدقات هى أحدى السبل الموصلة الى ذلك ، فان الله يقبلها بفضله ويضاعف ثوابها أضعافا مضاعفة ، و الله ذو الفضل العظيم .
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله (ص) قال " من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله ألا الطيب ، فأن الله يقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربى أحدكم فلوه ( مهرة ) حتى تكون مثل الجبل " رواه البخارى ومسلم .
2- الصدقات تزيد المال :
قال تعالى " ان تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم "التغابن 17 .
3- الصدقة تظل صاحبها يوم القيامة :
اذا حشر الله تعالى الناس يوم القيامة ، وأقتربت الشمس من روؤس العباد ،وكثر العرق، وأشتد الكرب ، فان الصدقة تظل صاحبها فى هذا الموقف العصيب .
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله (ص) قال " سبعة يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل ألا ظله - وذكر منهم : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه "رواه البخارى ومسلم .
4- الصدقة تزكى النفس :
ان الأكثار من الصدقات يزكى نفس المسلم ويكسبه محاسن الأخلاق من الجود و الكرم ويطهره من الشح و البخل .
قال تعالى " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "الحشر 9 .
5- الصدقة شكر لنعم الله على العباد :
أن الصدقة الطيبة الخالصة لله تعالى ما هى ألا ترجمة عملية لشكر الله تعالى على نعمه التى لا تعد ولا تحصى ، أن العبد اذ لم يقابل هذة النعم بالشكر فأنها سوف تزول ، وبشكرها تدوم و تزداد و يبارك الله فيها لعباده .
قال تعالى " و اذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم " ابراهيم 7 .
6- الله يتكفل بقضاء حوائج المتصدقين :
من بركات الصدقة أن الله يوفق صاحبها الى الطاعات ، وييسر له أبواب الخير ، ويقضى له حوائجه ، ويسخر له من يخدمه .
قال تعالى " فأما من أعطى و اتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى " الليل 75 .
تنافس الصحابة فى الانفاق فى سبيل الله :
كان أصحاب النبى (ص) يحرصون على الأنفاق وبذل الصدقات فى وجوه الخير المختلفة و يتنافسون فى ذلك ، وسوف نذكر نموذج منها :
عن أنس رضى الله عنه قال : كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا ، وكان أحب أمواله اليه بيرحاء ( حديقة ) ، و كانت مستقبله المسجد وكان رسول الله (ص) يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب ، فلما نزلت
" لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " قام أبو طلحة الى رسول الله فقال : يا رسول الله ، ان الله يقول فى كتابه " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " وان أحب أموالى الى الى بيرحاء ، وأنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله ، فضعها يا رسول الله حيث شئت . فقال رسول الله : بخ ، ذلك مال رابح ، قد سمعت ما قلت و أرى أن تجعلها فى الأقربين ، فقسمها أبو طلحة فى أقاربه ، وبنى عمه " رواه البخارى ومسلم .
مبطلات الصدقات :
ان للصدقات مبطلات تقضى على ثوابها وتكون وبالا على صاحبها فى الدنيا و الىخرة ، وهذة المبطلات هى :
1- الرياء:
أن الرياء داء يقضى على ثواب الأعمال الصالحة ويجعلها هباء منثورا
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله (ص) قال : " قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك معى فيه غيرى تركته و شركه " رواه مسلم .
2- اتباع الصدقات بالمن و الأذى :
يجب على المسلم يحذر من أن يمن أو يؤذى أحدا من الذين تصدق عليهم
فيقول له تذكر يوم أعطيتك كذا وكذا ، وقد حذرنا الله من المن بالصدقة حيث قال سبحانه " الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا اذى لهم أجلرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون *قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم * يا ايها الذين أمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى كالذى ينفق ماله رئاء ولا يؤمن بالله و اليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شىء مما كسبوا و الله لا يهدى القوم الكافرين "البقرة 261 : 264 .
3- التصدق بالشىء الردىء :
أعلم أيها المسلم أن الله تعالى لا يقبل ألا الطيب من الصدقات ، فاحذر أن تتقرب اليه بالشىء الردىء .
قال تعالى " يا أيها الذين أمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا من الأرض و لا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باخذيه ألا أن تغمضوا فيه "البقرة 267 .
4- الرجوع فى الصدقة :
احذر أخى الكريم أن ترجع فى صدقتك التى أخرجتها لله تعالى .
روى الشيخان عن عمر رضى الله عنه قال: حملت على فرس فى سبيل الله ، فأضاعه الذى كان عنده فأردت أن أشتريه ، وظننت أنه يبيعه برخص ، فسألت النبى (ص) فقال " لا تشتره ، ولا تعد فى صدقتك " رواه البخارى ومسلم .
|
الصدقة - المفيد |
أرجو الأستفادة من المقال و السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .
إتصل بنا
.إفتح المحتوي بمشاركة المقال
,
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق